الصغيرة
الجنس : عدد المساهمات : 11 نقاط : 10542 السٌّمعَة : 0 تاريخ الميلاد : 20/08/1991 العمر : 33 تاريخ التسجيل : 04/07/2010
| موضوع: :::::اشجار الياسمين:::::احساس طفله:::: الإثنين يوليو 05, 2010 2:48 am | |
|
حين ابتعدت عن وشاح بيته العتيق.......المكون من شوكيات الصبار....كانت الريح تهب فى فوضى حتى كادت تخلع عنها رداءها وتستولى عليه......ذلك الرداء الذى اهداه اليها هو....نعم هو....فى ذلك الزمان....البعيد البعيد و فى يوم كانت فيه الشمس تلهث لكثره ما اشتد لهيبها.....كانا واقفين كشجرتى لوز متوحدتين مع الجبل..تأملها طويلا: - سآتيك بهديه - ولم؟ما المناسبه؟ - لتضمك حين لا اكون موجودا. و بر بوعده.....و اتاها الرداء...كان لونه الذى لا لون يشبهه...يشبه قصه حبهما... فقد اتفقا دون ان يتفقا على الغوص فى مستنقع الايهام. -لقد كنت صغيرة... و قليله الخبرة... كالبرعم اول الربيع يدهشه كل شيىء... كنت اعتبر كل ما يقوله بديهة من بديهات الطبيعة....وكان يدرك ذلك فيملؤنى بكل ما يريد.... وفجأة احسست باننى لست انا...نعم لست انا....هذه المخلوقه التى أراها فى مرآتى لست انا...هى سواى...لم افكر ان كانت حسنه ام سيئه....فهذا لا يهمنى فى شيىء طالما انها ليست انا. وقتها ...وقتها فقط احسست بالغربه...ليس عما حولى أو عنه فقط...و لكن عن نفسى ايضا. اوشك الدرب التفرج النازل عن الجبل ان ينتصف.... ولكن الوحل يمسك بقدميها حتى كانت و هى ترفع قدمها عن الارض....كانها تسحب قدمها من ارض مملؤة بالفراء. -كنت كل الناس بالنسبه اليه،ولم لا؟ الم اكنه هو...نسخه مطبوعه عنه...و رسما بلا حياه...ولا معارضه... و كيف لا يكون كذلك و هو المرسوم باقلامه...و حين رفضت ان ابقى كذلك ... صفعنى ...لم تكن الصفعه الاولى بالعدد..ولكنها الاولى التى شعرت انها ليست موجهة الى خدى ............بل روحى. - انت تافهة. كلمه صغيرة ...ليست سوى بضعه حروف رقيقه...ولكن ترددها عبر ردهات روحى ...كانت كصدى انفجار قنبلة. نهشها التعب من كل جانب ... الريح...الطين ...الذكريات... قذفت نظراتها تحاول رؤيه اخر الدرب...ولكن الغيوم المتظاهرة على ساحه السماء منعت الكثير من نور الشمس الاصيل ففرقت الاض بما يشبه الليل. - هذا الوقت من الزمن يشبه الى حد بعيد علاقتنا ...لا ليل...ولا نهار...ولا ضوء ولا ظلام..وجوده فى التلاشى ...وتلاشيه فى الوجود. طويله مازالت درب الغابه... وبعيده مازالت عنها البيوت. -ذلك اليوم لن انساه...يوم رايت طريقى... وبدات السير فيه خلسه...و هو يرش فوقه بذور الشوك... ويمدها بالسماد والماء والنار...منذ ذلك اليوم وقدماى داميتان تؤلمانى. اجل ... منذ ذلك اليوم. تاملت ما حولها... يجب ان تسرع... فلم يبقى فى الدور الا شعاع واحد تقريبا ...و قريبا تخبو... صفعت الباب خلفها ...لن تعود ...تذكرت اصص النباتات التى تدخرها خلف الشبابيك. - سوف تموت. لن يتذكر ان يرويها. تذكرت طائر الكنارى فى قفصه. - سوف يموت ايضا . لن يتذكر ان يطعمه او يسقيه. تذكرت.... تذكرت. طاف بخاطرها برد اليالى و هى وحيده تغفو على الم الصراخ بروحها...... وحيده تكلم الجدان ... وغطاؤها يغفو قلقا فوق جسدها المحموم. - ان بقيت ساموت ...انا ايضا لن يتذكر ان يطعمنى او يسقينى. بمزيد من الاصرار تشبثت برادائها القديم... ولم تسمح للريح بسحبه عنها. - الريح لا تحتاج اليه. اما هى فتحتاج اليه ...لانها لا تريد ان تخرج من كهفها دون اثر. - لا....لا ... اريد ان اندم... هو سيذكرنى بضروره القرار. تكاثفت طبقات الوحل ... واستقامت تريد قدميها... ولكنها مصممه على قهر تلك الاوحال. - لا مجال الوقوف الان يعنى الموت...هذه الاوحال لا تفهم ... لاتعى باننى لا استطيع اعطاءها ما تريد... وهذه الريح قاسيه القلب...فهى لا تفهم ايضا ولا تعى... صحيح لا يترك بيته اليوم الا المجنون ...هكذا يقولون. وانا اضيف :المضطر ايضا. اخذ الظلام يتلحف المدى... وتعسرت رؤيه تلك البيوت البعيده بدت كالاوهام.... ولكنها قسمت نظراتها :نظره الى الطريق حتى لا تضل و نظره نحو البيوت حتى لا تيأس......حديثا وصغيرا مع الرياح حتى لا تتراجع. تلفتت حولها فى فزع... فللمره الاولى تشعر بان الليل يريد ان يلبسها ... وقد كانت فى الماضى تلبسه...وها هو يحاول فك ازرارها ليرتديها....وتلك النجوم كانت صديقه لها فى الماضى ...اليوم.ولانها لا تحتاج اليها اكثر من اى يوم مضى... تنام خلف الغيوم هانئه. - هل هذا هو حال الاصحاب دوما؟!! ولم لا؟ اليس هو حال الاحباب ايضا؟ صوت غبى - هكذا يبدو - ينطلق من مكان ما ....فى هذا المكان المنفلت من السياج... لا تحديد... اضرمتها الريح و الليل و الخوف قوه وتصميما .... تابعت قتالها العنيد مع الوحل:قريبه تلك الطرق المعبده....المهم الا اتوقف... ولا اتراجع... والا اضل. كانت تختال وهى واقفه الى جانبه ...بثوبها الابيض...مهرجان من الاضواء و الموسيقى. - آه ما اعذب الموسيقى! كانت تطير بالحفل و المحتفلين بجناحين كبيرين الى فردوس من المشاعر. لا تزال كل لحظه من ذلك اليوم....لقد ادهش الحضور جميعا ثوب زفافها بذيله الطويل و الذى وصل طوله الى عشره امتار... هكذا اراده... اراد ثوب زفاف ... بذيل طويل جدا. لم تكن تفهم وقتئذ لماذا... بعد ذلك فهمت: - الطاووس اجمل الطيور ... و ذيله اجمل الذيول... و لكنه طائر غبى لا نفع فيه... فهو لا يحسن سوى التبختر ... و عرض ذيله على كل من هب و دب... انه للعرض فقط... وهذا كل ما يريده لها. وهذا الثوب الابيض ...لماذا هو ابيض؟ - لم اكن اعرف ... بعد ذلك عرفت ... طبعا ليبدا الزوج بعد ذلك بتلوينه... و بكل الالوان المتاحه وغير المتاحه. ولكن البنات غبيات... مثل الطاووس تماما... فهن يعتبرن الزواج فرحا الا بالثوب الابيض.... وبالذيل الطويل. لقد ملكت الدنيا. قال لها ...... وهو يضمها الى صدره حين انفردا فى غرفتهما.... فرحت كثيرا بهذه الكلمات... فهى لم تفطن الى انها كانت من ضمن متاع هذه الدنيا التى ملكها. بعد ذلك .....سمح لها ان تزرع الورود- طبعا داخل الاصص.. وان تقتنى الطيور طبعا داخل اقفاص - كما سمح لها - وعن طيب خاطر ان تكنس وتطبخ و... و... و حتى ان تموت من الارهاق او من الجفاف. فرخت غربه... والغربه فرخت غربه وغربه...والغبارهذا الذى لا ينتهى ابدا .... فكلما نظفته عن الاثاث والارضيات ازداد و كأن التنظيف يعطى مفعولا عكسيا ..... وحتى اصبح القلب مجرد كثيب من رمال متحركه.... لا تعرف الراحه ولا الرى ولا الشكل.... فهى كالدميه فى قبضه العواصف تحركها كيف تشاء ....تشكلها كيف تشاء..و اذا حاولت الاعتراض... تبددها اشلاء... و ايضا كيف تشاء. جف البئر النائم فى الحديقة... و جفت اشجار الصفصاف... واللوز و السنديان. حتى المطر لم يعد يزورها ...وحده الباب العتيق بقى مزهرا... وبقيت عيناها معلقتين على تلك الزهور. اقترب ذلك الصوت الذى لا يشبه غيره...او انها هى التى اقتربت...امتزج الرعب بالتصميم فاستماتت لتخليص قدميها من الوحل و لإبقاء ردائها ملتفا حول جسدها. - لا..... ليس الان.... وليس هنا مكان و زمان للراحه... لا تخذلينى يا قواى. اوشكت الدرب ان تنتهى ولو ببطء ... اجل كالسلحفاه... ولكن حتى السلحفاه حين لم تتوقف سبقت الارنب ... اذن ساصل لا بد. صوت من بعيد يغنى بحنان ......آه ما احلى الغناء بحنان. استشرست الريح فى قتالها للحصول على الرداء. واطبق الوحل المتجمد على قدميها و ازداد وضوح صوت الغناء الحنون. ارسلت نظره نحو البيوت وابتسمت: - لا بأس ايتها الريح.... وخلعت رداءها... خذيه... طوحت به فى الهواء .... فتلقفته الريح وهرولت مبتعده....فرحه بصيدها الثمين.....اما الوحل فقد اعطته حذاءها و انطلقت.... فالفراشات لا يحتفلن بالاحذيه ... ولا يحتجنها... الدرب المعبده بعد خطوه .... خطوه واحده.... وها هى البيوت و اشجار الياسمين التى لا تزال تعاند البرد والليل و تطرح زهرها كالنجوم.... اصبح صوت الغناء قريبا جدا .....فلم يعد يفصلها عنه سوى همسه واحده******** | |
|
Abdelrahman Fahmy Admin
الجنس : عدد المساهمات : 44 نقاط : 10720 السٌّمعَة : 7 تاريخ الميلاد : 15/06/1991 العمر : 33 تاريخ التسجيل : 04/07/2010 الموقع : mdanawy.yoo7.com
| موضوع: رد: :::::اشجار الياسمين:::::احساس طفله:::: الإثنين يوليو 05, 2010 3:18 am | |
| شكرا الصغيرة على تفاعلك
نتمنى منك المزيد
نورتينا | |
|
Princess Jasmine
الجنس : عدد المساهمات : 43 نقاط : 10717 السٌّمعَة : 1 تاريخ الميلاد : 23/07/1991 العمر : 33 تاريخ التسجيل : 04/07/2010 الموقع : mdanawy.yoo7.com
| موضوع: رد: :::::اشجار الياسمين:::::احساس طفله:::: الإثنين يوليو 05, 2010 3:19 am | |
| جميل جدا يا إيمى
اتمنى دوام التفاعل
نورتينا | |
|
الصغيرة
الجنس : عدد المساهمات : 11 نقاط : 10542 السٌّمعَة : 0 تاريخ الميلاد : 20/08/1991 العمر : 33 تاريخ التسجيل : 04/07/2010
| موضوع: رد: :::::اشجار الياسمين:::::احساس طفله:::: الإثنين يوليو 05, 2010 3:22 am | |
| يسلملى مرورك خالص تحياتى الصغيرة | |
|
الصغيرة
الجنس : عدد المساهمات : 11 نقاط : 10542 السٌّمعَة : 0 تاريخ الميلاد : 20/08/1991 العمر : 33 تاريخ التسجيل : 04/07/2010
| موضوع: رد: :::::اشجار الياسمين:::::احساس طفله:::: الإثنين يوليو 05, 2010 3:26 am | |
| - Princess Jasmine كتب:
جميل جدا يا إيمى
اتمنى دوام التفاعل
نورتينا
thanks Princess Jasmine | |
|
عاشق الورد مشرف الشعر والخواطر
الجنس : عدد المساهمات : 16 نقاط : 10645 السٌّمعَة : 0 تاريخ الميلاد : 27/03/1991 العمر : 33 تاريخ التسجيل : 04/07/2010
| موضوع: رد: :::::اشجار الياسمين:::::احساس طفله:::: الأربعاء يوليو 07, 2010 10:50 pm | |
| تسلم هاندك نرجو الاستمرار | |
|
الصغيرة
الجنس : عدد المساهمات : 11 نقاط : 10542 السٌّمعَة : 0 تاريخ الميلاد : 20/08/1991 العمر : 33 تاريخ التسجيل : 04/07/2010
| |